الاثنين، 19 أكتوبر 2009

الصديق الغالي أحمد غلوم يتوجه الى عش آل محمد






نقلاً عن مدونة العجمي للمنشورات الاعلاميه


توجه صباح هذا اليوم الملا أحمد غلوم العجمي الى الجمهورية الاسلاميه الايرانيه ليحط رحاله في مدينة قم المقدسه (عش آل محمد) كطالبٍ حوزوي لينهل من رحيق آل محمد ويعرج في مراحل تربية النفس وتهذيبها. وقد استهل جولته بالمرور على قبر أخيه ورفيق دربه الفقيد حسين جاسم العجمي رحمه الله في مقبرة البصره ليودعه وينطلق بعدها الى مطار مسقط الدولي حيثُ يقلعُ في طائرة من طائرات شركة طيران الخليج. وسيكون خط الرحله من مسقط الى البحرين (ترانزيت) ومن ثم يواصل مشواره الى العاصمه الايرانيه طهران ومنها الى مدينة قم المقدسه. جدير بالذكر ان الملا احمد غلوم هو شابٌ نشط في مجال العمل الاجتماعي في الولايه اضافه الى امتهانه الخطابه الحسينيه والتي ورثها من والده الحاج غلوم العجمي.
=====
أتمنى لك كل التوفيق أخي أحمد في رحلتك العلمية هذه، وان شاء الله تعودنا لنا مغموراً بالعلم والمعرفة والتقوى.

السبت، 17 أكتوبر 2009

وداعاً حسين جاسم .. وداعاً أيها الصديقُ الغالي

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلامُ على أشرف الانبياء والمرسلين وآله الغر الميامين ...







"نومٌ وكلُّ العاشقيـــــــــنَ قيامُ *** أم أنت (أحيانا) ونحنُ نيـــــامُ؟!"

حضرنا معاشر العشاقُ الا ملهم حبنا ..

في ساعةٍ من مساء الجمعهَ جئنا لننصب في ذكراك الاربعينية منبراً، نشكو الآمنا ونبثَُّ عتابنا ، لحبيبٍ كأن يملأ أسماعنا وأبصارنا .. نرخي حبال الليل، لنعانق الغيب ونهدي من خلف تخومه آياتٍ عطره من الذكر الحبيب للصديقِ الحبيب

في خلوةٍ منك أتينا، ننثُرُ أبيات الرثاء ونقحم ريشة الأشعار ، كيما تساقط علينا حزناً شجياً ..

"حدِّث فأنت اليوم أصدقُ شاعرٍ *** أوليس عتَّقك الترابُ الأعمقُ
حَدِّث فلم يبرح حديثك مؤنســــاً *** وعليكَ قافيةُ الرثاء تتســلقُ"

عدنا اليك على طريقٍ طولهُ أربعين يوماً من الأحزان، ترصفه الدموع الثاكلات والقلوب اليتامى ..
عدنا وقد تزاحمت قلوبنا وأشواقنا لمعانقتك ..
أربعـــون يوماً وعيوننا لم تعانق وجهك المشرق ..
أربعـــون يوماً وصوتنا لم يصــــــــافح مسمعك ..
فامدد (سمعك) لنــــهديك (مشاعرَ) تفجرت فينا ..


"هل في عناقك للمحبِّ سبيــــــلُ *** أوليس ليلُ العاشقين طويـــلُ
أم همت في عشق الترابِ وضمه *** ونسيت انك ثــــاكلٌ وثكـــولُ"


قدمنا وقد ملئنا عيوننا من دموع الوجد لرحيلك ونثرناها بسخاءٍ في بقاعٍ كنتَ تتنفسُ فيها ..


رحمك الله يا حسين جاسم


الاثنين، 12 أكتوبر 2009

هل يحتاجُ (حسُّ الشاعر) الى (نقدِ الناقد) لفكَّ طلاسمه ..؟







هل يحتاجُ (حسُّ الشاعر) الى (نقدِ الناقد) لفكَّ طلاسمه ..؟

تسنى لي ليلة البارحه الحصول على (سَفرٍ) ثقافي باسم (مجلة دبي الثقافيه). والجميلُ في هذه المجله أنها تهدي كتاباً قيماً مع مع كل عددٍ من أعداد المجله، مما أغراني لاقتناء العددين الموجودين منها على رفِّ (اللولو هايبر ماركت). أُسمي المجلة (بالسفر) لما تحمله من كتب قيمه، فالكتاب الاول على سبيل المثال (محمود درويش .. حاله شعريه ) - وهو من تأليف الدكتور صلاح فضل- يحمل في طياته قراءه نقديه في شعر الشاعر الفلسطيني المعروف محمود درويش والذي توفي قبل عام (9 – 8- 2008 م ).

لا أخفيكم بأن نفسي (راودتني) في أكثر من مره لاقتناء دواوين هذه الشاعر الكبير ولكنَّي (استعصمتُ) ففي كل مرةٍ أتصفح فيها أشعاره، أجدُّ بها من الغموض والاشارات الرمزيه ما يصدني عنها خصوصاً وأن هذا الشاعر الكبير ينتمي الى مدرسةٍ ترميزية بامتياز تحوي من الاشارات ما يكفي (للتيهِ) في صحارى المعنى. ولا يمكن الخروج من (صحراء التيه) هذه الا ان كنتَ في حضرة الشاعر نفسه أو أن تستعين بناقدٍ كبير ليفك غموض المعنى، وقد أجاد ناصر عراق – مدير تحرير المجله- التوصيف في مقدمة هذا الكتاب النقدي حيثُ قال "لا يجرؤ أن يتصدى لابداع شاعرٍ كبير بوزن محمود درويش الا ناقدٌ كبير بحجم الدكتور صلاح فضل، فكتاب ومبدعو الدرجة الاولى في حاجةٍ ماسةٍ دوماًَ الى نقادر الدرجة الاولى حتى يتمكنوا من رصد وتحليل وتقييم تجربتهم الباذخه وانجازهم المتفرد".

ابان دراستي في استراليا، تعرفتُ الى صديق عماني لطيف ومهذب للغايه وهو حمد الغيثي، وقد اثارني في هذا الصديق الشاب "غرامهُ" بكتابات أمل دنقل - وهو شاعرٌ مصري ينتمي للاتجاهِ التجريدي- حيثُ كان يضعُ مقاطع من أشعار دنقل في مقدمة كتاباته التي يضعها في مدونته. وكنتُ أراها غامضةً جداً وعصيةً على الفهم وكانت سحبُ التساؤل تجولُ في مخيلتي لوجود جمهور يعشق هذا النوع من "الكتابات المشفره". شخصياً أميلُ الى الاتجاه القديم من الطرح الشعري الذي يتجرد من كثير من "تعقيدات" الحالات الشعريه المعاصره حتى وان كانت الاخيره كتابات شامخه ككتابات محمود درويش لا لكرهي لحالة الرمزيه بل لأن هذه الكتابات تحتاج الى جمهورٍ من العيار الثقيل لفك طلاسمها لدرجة أن المترجمين قد يجدون صعوبةً قصوى في ترجمة هذه القصائد الى لغات اخرى. وهذا ما اشار اليه الدكتور محمود شاهين – أكاديمي من الاردن- في مجلة العربي في العدد 611 حيثُ نقل عن حرص محمود درويش في أن تكون الترجمه لاشعاره دقيقه بقدر الامكان لدرجة أنه كان يطالع ترجمة قصائده قبل ان تصل لمراحلها النهائيه، بل ويغضب ان خرجت الترجمه في شكلها النهائي دون ان يطالعها. ومن الطريف انه قد هدد كاتبه بريطانيه ففي يومٍ من الايام بمققاضاتها لو اقدمت على ترجمة قصائده!

ولاطلعكم على مثال من كتابات محمود درويش "المشفره" ، اسوق الابيات التاليه :

" سجل!
أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانيه
وتاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل تغضب؟"


فمن يطالع هذه الابيات يجد حواراً غير تقليدي من الصعب التكهن بمدلولاته، وهنا يأتي دور الناقد لفك طلاسم الزمان والمكان وفك شفرات الرموز الموجوده في النص. يقول الدكتور صلاح فضل معقباً على هذه الابيات :

"... ونستحضر شكل الموقف لنتعرف على كثب على مدى انسجامه مع شكل التعبير. فالمتكلم – الشاعر عربي في دولة اسرائيل، يملي –فيما يبدوا- بياناته على الموظف المسؤول – القارئ-، ويخاطبه بلغة الامر، في متواليه تنتهي باستفهام، وبين الامر والاستفهام تأتي البيانات الاوليه المشكِّله للواقع الحسي الملموس بتطابق حرفي مدهش، بحيث تتحول افعال الكلام الى وقائع ذات قوام قانوني فعلي، وكثافه وجوديه محدده في مقابل تهويد الارض والشعب وطمس الهوية العربيه لفلسطين يأتي هذا الصوت ببرائته وصراحته دون تآمر ليقول للآخر المتسلط "سجل" ليصوب سجلاته ويصحح تاريخه...." ص 37 .

طبعاً من المهم أن اشير الى ان بعض القصائد لشعراء هذا الاتجاه الشعري قد لا تبدوا غامضه في مجملها كقصيدة محمود درويش التاليه:
"أحنُ إلى خبز أمي
وقهوةِ أمي
ولمسةِ أمي ..
وتكبر فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
أعشق عمري لأني
إذا متُّ أخجل من دمع أمي !"

ولكن تبقى الحاجه الى الناقد مهمه، لا لاستكشاف مواطن الضعف والقوة في القصيده فحسب، بل ليبعث الحياه اليها بعد أن ولدت، ويوجدُ معاني خفيه قد لا ينبئ ظاهر القصيدة بها. اضافةً الى هذا، فان الكتابات النقديه تبعث محاولات تصحيحيه في الادب نثراً كان أو شعراً لتكسبه متانةً وقوه، وتثير نظر الكاتب الى مواطن يجب عليه ان لا يغفل عنها.


الأحد، 11 أكتوبر 2009

صراع المتدينين







كثيراً ما يطرقُ فكري مسألة "صراعُ المتدينين" سواء سواء كان هذا الصراع في حركة انطلاقيه من دين ضد دين او مذهب ضد مذهب بل وفي ذات المذهب او التوجه الديني. بل لا أراني مبالغاً ان قلتُ بأن سبب تردي الكثير من الاوضاع الاجتماعيه والثقافيه والدينية في مجتمعاتنا تعزى لهذا الصراع حيثُ تعمل هذه الصراعات على تحطيم الجهود وتشتيت القدرات بل وقد تصل الى درجةٍ خطيره حيثُ تنفر الناس من الدين.


تكمن المشكلة في هذا الصراع في نقطتين اساسيتين:-


ألف: تحول الاختلاف الى خلاف، مما يسبب سوء الظن في الاخر والقطيعه وما يتبعها من تسقيط للطرف الآخر فيتحول الاختلاف الى امرٍ شخصي ويستنهض القواعد الشعبيه لكل طرف لخدمة وتأجيج هذا الصراع.


باء: تجيير "الدين" لحدمة هذا الصراع ويتحول الدين الى وقود لهذا الصراع.فخلافاً لغيره، فان (المتدين) يوظف الدين لمصلحته، فتراهُ يوجهُ الأيات ً القرانية والاحاديث النبويه والاحكام الشرعيه لمآربه "الشيطانيه" ففلانٌ حلال الدم بعنوان "اقتلوهم حيث ثقفتموهم" وفلان فاسق وفلان ...... الى غيرها من الاحكام. قد تأخذُ هذه الاحكام منحى اخر يكمن في تبرير الافعال، وهنا تكمن المشكله حيث انه يعتقد أنه "مسدد الهيا" في مواقفه وان ما يفعله هو عين الصواب، كما كان موقف الخوارج - وهم فئة متدينه- تجاه الامام علي عليه السلام حيثُ كانوا يرون كفره والعياذ بالله وهو الذي ما تشيد الدين الا بسيفه.




ورب سائل يتسائل عن ماهية هذا الصراع وما علته، والجواب بالتأكيد هو اختلاف الغايات، فلو كانت الغايه هي وجه الله سبحانه وتعالى لما نشأ هذا الاختلاف من اساسه. يقول السيد كمال الحيدري في كتابه يوسف الصديق ص 205 ".. اذا امتلأ قلب الانسان بالفرح والبهجه بمعرفة الله تعالى لم يمنع ذلك أن يمتلئ قلب غيره به وان يفرح به ..". فالمؤمن المتدين ما دام يعيش حالة المعرفة بالله لن يرى هذه المعرفه حكراً عليه، بل انه سيفرح ما بوصول غيره الى الله ومعرفته. وهذا يقودني الى مشكله يقع فيها كثيرٌ من المتدينين الذين لا يرون صحة العمل ما دام خالياً منهم ومن وجودهم. فلو وجد فلانٌ من الناس ممن يقوم على شؤون مسجدٍ أو مأتم أو نشاط ديني، فما المانع من ادعوا له بالتوفيق بغض النظر عن تواجدي في المشروع ذاته واسهامي فيه بدل ان ارى سقوطه وعدم صلاحه!!!!




طبعاً مما يسهم في تأجيج هذه الصراعات هو غياب الفئة الواعيه الهادفه للصلاح في المجتمع. وعوضاً عنها تجد بطانات تسعى لتأجيج المشاكل واثارتها متجاهلين قول الله عزوجل في كتابه الكريم في سورة الحجرات الاية 9 "وإنْ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما".


ختاماً ارى لزاما على المتدينين ان يعيدوا الحساب فيما يتعلق بصراعاتهم وتوجيهها توجيهاً سليماً خدمة للصالح العام وحتى لا يحملوا اوزارهم واوزار غيرهم ...



الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

مجلة العربي .. صديقة منذ الزمن الغابر

( أحد اعداد مجلة العربي)








تربطني ومجلة العربي علاقة عاطفية بامتياز منذ سنين خلت، علاقة لم تفتك بها سني الزواج ولا سني الغربه. ومنشأ هذه العاطفه حبٌ من أول نظره، حيثُ لا زلتُ أذكر ذلك اليوم الذي عاد اخي الذي يكبرني ببضعة أعوام - محمد - من كليته حاملاً معه مجلة العربي وقد أغراه مقال عن ايران لشرائها، أما أنا فقد أغرتني المجلة بشحمها ولحمها للقراءه. كان ذلك في سنة 2000 ميلاديه وكنتُ في الثالث ثانوي في حينها، ووفي رواية أخرى بأني كنتُ في صف الثاني ثانوي على رأي بعض المحققين. لكن المؤسف في تلك العلاقه انني لم اقتني أي عددٍ لاحق ولا ادري مالذي دعاني فقط لمغازلة ذلك العدد فقط وتجنب اقتناء المزيد من الاعداد منها، لعله ما يعرف بالبرود العاطفي الذي يصيبُ الرجال عادةً عقب العلاقات العاطفيه!!!!!


لكن مجلة العربي ما لبثت الا وعادت تغريني لاقتنائها مجدداً بعد التحاقي بجامعة السلطان قابوس ولا ادري اينا ابتدأ بالسلام على الآخر ، ولكن اليقين في هذا الامر اننا لم نعاتب بعضنا على الفراق ساعتها. ومنذ حينها وأنا مواضبٌ على اقتنائها شهرياً لدرجة أن أعدادها بدأت تزحف نحو رف الكتب في البيت وتضايقُ الكتب هناك.

مجلة العربي جميلةٌ بامتياز اذ انها تجمع بين دفتيها مقالاتٍ جميله في الفكر والأدب والفن والسينما والقصه والطب والبيئه وعلم النفس بالاضافة الى استكشاف شهري في رحاب دول العالم. كما تخصص مساحة للحوار في كل أعدادها اضافة الى تخصيص مساحةٍ للقراء ليبدوا رأيهما فيها. وسعرها زهيدٌ للغايه، فما قيمة 500 بيسه شهرياً قبالة ذلك الكم الهائل من المعارف والعلوم التي تطرحها العربي في أعدادها!!


ونظراً لهذه العلاقة الوطيدة بيني وبين مجلة العربي فاني سأخصص قسماً في هذه المدونة لاشاطركم بعض قرائتي في المجله وتعليقي على بعضها، فكونوا في الانتظار.