الاثنين، 9 نوفمبر 2009

تجربة التطعيم بلقاح H1N1


كجزء من الاجراءات الطبيه التي التي يخضعُ لها حجاج بيت الله الحرام، قمت بأخذ لقاح H1N1 مطلع السبت 7 نوفمبر 2009 ميلاديه. لا أنكر اني خُضتُ عصفاً فكرياً قبل الاقدام على هذه الخطوه ولعلي كُنت أفضل ان لا يوضع هذا الشرط كاجراء الزامي للذهاب الى الحج، ولكني ما لبثتُ ان تراجعت عن هذا التفكير لاعتباراتٍ عديده منها:


1- أن سبب الضجة الكبير التي اثيرت ضد اللقاح كان منشئها في الغالب "اشاعات" لا أساس لها من الصحه، فلا ادري من اين أتى البعض بفكرة ان اللقاح يسبب العقم والشلل وغيرها من الامراض. لاحظوا طبيعة الامراض لتروا انها من النوع المتباين في الطبيعه، وكونها تشترك في انها امراض مزمنه تصيب من يأخذ التطعيم ب"الذلة والمسكنة" طوال حياته، فاما ان يكون مروج هذه الاشاعه غبيٌ جداً - بحيث يمزج امراض متباينه في طبيعتها - أو أن يكون ذكياً جداً لنجاحه في تعشيش الفكره في عقول الكثير من البشر واختياره امراض في الصميم لدرجة ان أي شخصٍ سيكره اللقاح ختى النخاع!


العجيب ان الصين جربت اللقاح على شريحه تتكون من 35 الف دون ان تظهر اي من الاعراض التي تحدثت عنها الاشاعه على المرضى عدا بعض الحالات (4 حالات فقط) التي اصيبت بارتفاع في درجة الحراره وهي حاله تحصل حتى مع الحقن العاديه.



2- جاء برنامج "بلا حدود" واستضافة احمد منصور لدكتور يبين الاثار الجانبيه الخطيره لهذا المرض لاعطاء الخبر "صبغةً علميه" فالمتحدث دكتور والمستظيف قناة الجزيره. ولكن اثناء تتبعي لاحدى المدونات العمانيه فوجئت بمعلومات تحقيقية عن "طبيب الاسنان" الذي استظافته الجزيره اقلها "انها تقدم بلقاح لمرض السارس في 2004 فتم رفضه من قبل منظمة الصحة العالميه لعدم موافقته للمعايير الصحيه" ويبدوا ان الدكتور المذكور "أسرَّ حنقه في نفسه ولم يبده" حتى ظهر لقاح لمرضٍ جديد. ثم ان الجزيره قناة وان كان لها تفوقها وحضورها الاعلامي في المشهد العربي الا اننا جميعاً نتفق على عدم حياديتها في مواضيع شتى، فلماذا نعتمد خبرها هذا ونترك البقيه، علماً بأن القناة نفسها قد استظافة دكتورين في برنامج الاتجاه المعاكس وأحدهما كان ينفي والاخر كان يثبت اضرار اللقاح، وعليه فان المحصله ان هذا الموضوع هو موضوع خلافي ايدلوجي اكثر من كونه خلافاً علمياً. ثم انه من العجيب ان نعتمد الكثير من تطعيمات منظمة الصحة العالميه كتلك الموجهه ضد الكوليرا والمالاريا والتهاب الكبد الوبائي وغيرها من التطعيمات التي يعطى الطفل اياها منذ ولادته ونرفض هذا الاخير.



3- استشكل بعضهم باشكالٍ فكري مفاده "ما المانع ان تكون هذه الدول المنتجه للقاح هي ذاتها المنتجه للمرض" والجواب ببساطه "قد يكون هذا محتملاً" ولكن هذا لا ينفي فكرة تناول اللقاح، فلعنا نقر بأن الكثير من الفيروسات المنتشره في اجهزة الكومبيوتر مصنعه من قبل شركات الحمايه ذاتها للترويج لبرامج مكافحة الفيروسات، ولكننا مع هذا فاننا نثبت برامج المكافحه هذه في أجهزتنا.



4- أؤمن اني تناولت هذا اللقاح كشرط اساسي لرحلة الحج، وأومن كثيراً بهذه الرحله الروحانيه خصوصاً وانها بعين الله وفي رضاه، "وهون ما نزل بي أنهُ بعين الله".



بالمناسبه - وهي معلومه لم تتأكد طبيا بعد - وهي كون هذا اللقاح مستخرج من قشر البيض ولذا يسأل اي متقدم لاخذ اللقاح ان كان لديه حساسيه تجاه البيض او الدجاج قبل اخذ اللقاح، وهذا ما حصل معي قبيل أخذي للقاح.


ودمتم سالمين ...


ملاحظه: قد أعود للاسترسال في بحث هذه النقاط وقد لا أعود ...