الأربعاء، 11 فبراير 2015

براهمةُ العالم ومنبوذوه للدكتور علي الأمين المزروعي



براهمةُ العالم ومنبوذوه: دراسات في النظام الاقتصادي العالمي

المؤلف: علي الأمين المزروعي

ترجمة: أحمد حسن المعيني
عدد الصفحات: 114
كتاب نزوى - مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان

 

توطئة:

على الرغم من أن المقالات الأربع المبثوثة في كتاب الدكتور علي المزروعي تَرجعُ زمنياً الى حقبة أواخر الثمانينات ومطلع التسعينيات من القرن الماضي، الا أن نضارتها لا تزالُ غضة حيث ينطلقُ المزروعي في قراءةٍ تحيلية لمرتكزات النظام العالمي وتعاطيه مع دول العالم الثالث، في قراءةٍ قد تكونُ أثارها باقيةً الى أيامنا هذه، وهي على كل حالٍ مقالات "يجب أن تقرأ في سياقها الزمني" ص15.  وعلى الرغم من أن المترجم أحمد المعيني قد افتتح التقديم بوصف المزروعي "عماني الأصل" إلا أنه لم يسترسل في تأصيل صحة نسبة هذا الانتماء أو نفيها، خصوصاً وأن المزروعي يعنون نفسهُ في إحدى مقالات الكتاب بأنهُ كيني (ص 79). على كلِّ حال، فقد كان إختيار المترجم للدكتور المزروعي موفقاً ويشكل إضافةً قيمةً للمكتبة العربية من خلال الوقوف على رؤى باحثٍ أسهم في تغيير الصور النمطية عن العالم الثالث وعلاقته بالغرب.

 

الفصل العنصري العالمي (الدين والعرق في النظام العالمي الجديد):

يفتتحُ الكاتب المقالة الأولى بالحديث عن شكلين من القبلنة المعاصرة: الأولى وهي قائمةٌ على الانتماءات العرقية وتتركز  في شرق أوربا تقابلها قبلنةٌ جامعه ملتحفةٍ بالوعي العرقي في غرب أوربا. ويثيرُ بعدها تساؤلاتٍ عن تشكل الفصل العنصري العالمي اذ يبدو أن "المسلمين هم ضحايا الجانب العسكري من النظام العالمي الجديد في حين أن السود هم ضحايا الجانب الاقتصادي من هذا الفصل العنصري العالمي الذي يتشكل" ص  18 وهكذا أضحى "المنبوذون" لقمةً سائغةً بين أنياب "البراهمه".  فعلى الجانب العسكري وتحت مسمى "التعامل مع الأرهاب القادم من العالم الاسلامي"، أطلقت الزعامة البيضاء العنان لأدوات تدميرها للبطش بأرواح الابرياء في العراق وايران وليبيا و مصر وساعد على ذلك أن الحرب الباردة بين القطبين الاشتراكي والامبريالي بدأت تضعُ أوزارها.

 

وعلى الجانب الاقتصادي فقد أدت الهوية الأوربية المستعلية إثنيا الى كوارث اقتصاديةٍ في أفريقيا جعلتها "تنتجُ ما لا تستهلكه وتستهلكُ مالا تنتجه" ص 27 كما جعلها عرضةً لمخاطر  بيئية  شتى. ومجدداً فقد أفضى غياب المعسكر السوفيتي الى جعل الدول الأفريقية مفتقرةً إلى التأثير في المشهد العالمي، "فالعالم بقوةٍ عظمى واحده عالمٌ يقلُّ فيه تأثير الدول الصغرى" ص28. ويخلص الكاتب في المقال الأول الى أن العرق والدين لا زالا قوتين مؤثرتين في معادلات الشؤون العالميه.

 

الدولة الفرانكشتاينية  والنظام العالمي:

ويستعرض المزروعي في مقالته الثانية بالحديث عن مفهوم  الدولة ذات السيادة (sovereignty state)– أو المسخ الفرانكشتايني نسبة الى المسخ في رواية فرانكشتاين كما يحلو  له تسميته-  والتي تملك "امكاناً هائلاً على تدمير الجنس البشري الذي أنتجها" ص 34. وقد نجح هذا المسخ في اغراق الطبقات المحرومة والحركات الاجتماعية وحركات التحرر في العالم الثالث في مستنقع الدولة ذات السياده تحت إغراءات "الاستخدام الشرعي للقوة المادية" ص 37 فجعلها توظف أدوات العنف لديها لإحتكار ومصادرة الرأي، فانقرضت على الأثر كثيرٌ من الحركات الاجتماعية في مناطق العالم الثالث. وعلى صعيدٍ موازٍ ، فقد تكررت نفس المأساةِ في دول العالم الإشتراكي. فمن أجل تقليل نسبة المضطهدين ، فإن على الطبقة الأكبر عدداً أن تستلم الدولة، وإن كان الاستبدادٌ أمراً لا بدّ منه، فليكن استبداد الأغلبية! وهكذا توسع نطاق المضطهدين ليقعَ في شِرَاكِه حتى زعماء الدولة أنفسهم، ليُكرس واقعاً مفادهُ أن استيلاء "أي قسمٍ من الطبقةٍ العاملة على السلطة سيحوّلُ وعيّه الى وعيٍ دولاتي – من الدولة" وأن "من يستولي على الدولة تستولي عليه" ص 40، حيث يميل الى قمع "الزملاء العمال والإخوة المواطنين" كقربانٍ على مذبح "بقاء الدولة". ولم يكن هذا التحول ببعيد عن الكيان الاسرائيلي والذي ولد من رحم حركاتٍ اجتماعية تحولت بعد تلوثها بنظام الدولة الى عسكرةٍ صرفه.

 

وتقود مقاربة الأثر السلبي للسيادة للحديث عن الأمم المتحدة المتولدة تاريخياً من الحرب العالمية الأولى وعمليات التحرر من نير الاستعمار، فقد سقطت في شراك الامبريالية  فتفاوتت مجالات التفاعل بينها  وبين أفريقيا  بين كونها "قوةً إمبريالية جمعية وكحليفٍ للتحرر" الى "شريك في التنمية وضحية للقوة الغربية الإمبريالية" ص45. وعلى عكس ما تمنى المؤسسون الأوائل للأمم المتحدة، فقد أصبحت الأمم المتحدة - أو المالك الامبريالي الغائب بتوصيف المزروعي-"امبراطوريةً أمريكية بالصدفة التاريخية لا بالتخطيط" ص46 اثر إنحسار بريطانيا وفرنسا وهزيمة اليابان وألمانيا وعاضدهُ على ذلك التنامي الاقتصادي لأمريكا وهزيمة القوميين الصينين ودوران سياسة الحكومات في أمريكا اللاتينية في الفلك الأمريكي، وفعّل هذا النفوذ الأمريكي وجود مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وقربهِ من دوائر صنع القرار في أمريكا.

ويختم المزروعي مقالته الثانية بتساؤلٍ حول مدى التحول الذي قد يطرأ على الدولة ذات السيادة في حال تغير النوع الاجتماعي المهيمن عليها في إشارة خاصة الى النساء. ويدفعهُ لهذا التساؤل فرضية أن "النساء لا تطلبُ أكثر من المساواة إذ  أن طموحهن الأقصى هو تحقيق مساواة تشملُ الرجال أيضاً" ص  54 تحت قيم التوازن والتكافئ والمشاركة بعيداً عن هاجس الاستيلاء على الدولة. ويحدو المزروعي الأمل بأن دخول النساء في هذا المعترك سيحدثُ تغييراً لمفهوم "الاستخدام الشرعي للقوة المادية" بحكم أنهن أقلُ عنفاً من الرجال وكون العنف "تراثاً ذكورياً أكثر منه أنثوياً". ولا يكفي هنا – حسب رؤية المزروعي-  أن تصل المرأة الى أعلى هرمٍ في السلطة كما حصلَ مع جولدا مائير وأنديرا غاندي وتاتشر، التي اضطررن لمجاراة الهيمنة الذكورية والتلبس بها، بل إن المطلوب أن تكون المرأة بمنأى عن تفاعلات البنية الذكورية. وتبعاً لذلك، يخلص المزروعي الى أن مصير العالم يعتمد على إشراك المرأة أكثر في صنع قرارات الحرب والسلام والانتاج والاستهلاك من أجل إسقاط المسخ الفرانكشتايني والتحول الى نظامٍ أقرب للإنسانية.   

 

أخلاقيات القوى العظمى (منظورٌ من العالم الثالث):

ويقارب المزروعي في مقاله الثالث كيفية تشكل الميول الأيدلوجية لأخلاقيات القوى العظمى التي تعيش – كما يرى- تناقضاً بين ما تُنظِّرُ لهُ أيدلوجياً وبين واقعها. فعلى الرغم من أن الشيوعية تطرح فكراً "بإعادة توزيع القوة الاقتصادية لصالح المعوزين" ولكن دورها في التنمية الإقتصادية في العالم الثالث "أو الأمم المعوزة" يبدوا ضئيلاً وخجولاً أمام الغرب. ولئن أسهمت بعض الأسباب الخارجية في تكريس هذا الدور للمعسكر السوفيتي الشيوعي مثل (1) تحكم الرأسمالية العالمية بالنظام العالمي،  و(2) تفوقها في عبقرية الإنتاج وجودته و(3) تفوق الغرب في ميدان تقديم المساعدات الخيرية، إلا أن هنالك معوقاتٍ أيدلوجية رسخت هذا الدور الضئيل للمعسكر السوفيتي الذي ينظر للكوارث الإقتصادية في العالم كنتاجٍ للإمبريالية العالمية، وفي حين توجه الغرب للتكفير عن خطيئته هذه من خلال المساعدات الخارجية، نرى أن المعسكر السوفيتي اتجه الى تقليص هذا الدور عبر إلغاء مؤسسات التبشير الكنسي في العالم الثالث. ويدفع المعسكر الإشتراكي لهذه الرؤية قناعتهُ بأنه "لا ينبغي للدول الإشتراكية لأن تخلّص الغرب من مواجهة مسؤلياته بعد الإستعمارية في تلك المناطق" ص 65. ومن جهةٍ أخرى فإن المعسكر السوفيتي يعتقدُ "بأن ضروف التأخر هي أرضيةٌ خصبةٌ للثورة الإجتماعية" ص 66.

 

ولئن تباين موقف المعسكر السوفيتي بين تنظيرهِ وواقعه، فإن هذا التباين قد شمل أيضاً القوى الليبرالية التي تحولت شيئاً فشيئاً الى الإمبريالية. فعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة نشأت من رحمٍ ثوري هادفٍ الى "إعادة توزيع القوى السياسية لصالح الأمم المهمشة"، الا أن رِيَبَتها بعد تنامي القوى السياسية داخلياً انعكست خارجياً عبر حيازة القوة السياسية ووجعلها تكتسب مخالب الإمبريالية، بحيث أضحت ذات حساسيةٍ مفرطة تجاه الحسابات الإستراتيجية كما حصل في فيتنام. وعلى صعيدٍ آخر، فقد تملّك الولايات المتحدة هاجس "القدر المتجلي"  والهادف للتوسع في القارة الأمريكية ولو كلفها ذلك الإنحدار الأخلاقي، فتراها اشترت "لويزيانا" من فرنسا و"الآسكا" من روسيا، وألحقت "كاليفورنيا ونيومكسيكو وتكساس"، على الرغم من أن هذه الأراضي لم تكن أراضِ جرداء بل كانت مأهلولة بالسكان، بحيثُ أن تلك العقود شملت الأرض وقاطنيها من البشر. وقد طال هذا الفساد المعسكرَ السوفيتي مع فارق أن الإتحاد السوفيتي مارس "قوته الإمبريالية في أوربا، وقوتهُ التحريرية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، مع ممارساتٍ مختلطةٍ في آسيا بين استعمارية وتحريرية" ص70 حتى أقدمت في عام 1979 على أكثر أعمالها الإمبريالية وهو احتلال أفغانستان وانتهاك سيادتها. وان استثنينا هذا التعدي السافر لروسيا في أفغانستان، فإن الروس مارسوا دوراً تحريرياً كبيراً في العالم الثالث وقد دفعها لممارسة هذا الدوركل من:

(1) تحالف القوى القومية في بلدان العالم الثالث مع الإشتراكية، و

(2) التقارب الأيدلوجي لفكر لينين مع دول العالم الثالث، و

(3) سعيها لإحداث تدخلات في تلك المجتمعات في مرحلة ما بعد الإستعمار و

(4) حاجتها للعملة الأجنبية.

 

ولا يمكن الجزم هنا بأن ذلك الدور ناشئٌ من النفاق، بل قد تكون له أرضيةٌ أخلاقية دافعة لهذا الحراك. الا أن القوى العظمى من خلال هذه الأدوار قد تباينت أدوارها، وعلى عكس أيدلوجيتهما، فقد "كانت الولايات المتحدة أكثر حتميةً إقتصادية من الاتحاد السوفيتي،  وكان هذا الأخير أقرب الى دور المحرر من الولايات المتحدة" ص 73.

 

أما على صعيد أخلاقيات الأمن العسكري، فقد عاشت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي نفاقاً أخلاقياً وازدواجاً في المعايير في الميدان العسكري خصوصاً فيما يتعلق بالتعاطي مع الإرهاب والسلاح النووي.  ففي الموضوع الأول، يقدم المزروعي قراءته للارهاب على أنه "شكل آخر من أشكال الحرب- ليس أقل من الحرب التقليدية أو النووية، وهو أقل تدميراً بكثيرٍ في نطاقه" ص 74 ويقدم أربعة أصنافٍ منه عكست ازدواجية المعايير للقوى العظمى:

1-            ارهابٌ غير مدعومٍ من دول.

2-            إرهابُ دولة.

3-            إرهابٌ مدعومٌ من دولة.

4-            إرهابٌ متسامحٌ عنه من الدولة. 

ولئن كان الصنف الأول وهو ممارسةٌ للضعفاء لتحقيق بعض المكاسب محل إدانةٍ من القوى العظمى، فان الصنف الثاني كان ينجو من الفحص الأخلاقي الدقيق كما حصل في ارهاب الكيان الاسرائيلي على الفلسطينين واللبنانين وما حصل مع ارهاب الولايات المتحدة في ليبيا عام 1986م، والارهاب السوفيتي في أفغانستان. أما الصنف الثالث، فنرى أن الولايات المتحدة وليبيا تدعمان حركات عنفٍ تستهدف الأبرياء كما حصل في دعم الكونتراس ضد الساندينيستا في نيكارجوا ودعم جبهة جوناس سافيمبي لتحرير أنغولا. أما الصنف الرابع فقد بدى جلياً في غض الولايات المتحدة الطرف فيه عن الجيش الجمهوري الايرلندي الهارب من العدالة البريطانية بتهم الإرهاب. ويبرز هذا الازدواج في عدم وجود غضاضة لدى واشنطن في حماية فرنسا لإرهابيين أوربيين في حين تثور ثائرتها ان كانوا شرق أوسطيين!

 

وعلى صعيد أخلاقيات السلاح النووي، فنجد أن "اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي برمتها كانت مبنيةً على مبدأ الاحتكار النووي" ص 77، حيث أفرزت عن طبقية نووية قسمت العالم الى "براهمة نوويين" كالقوى العظمى و"منبوذين نوويين" كالأفارقة أو الاسيويين. ورغم إدراك البراهمة لخطر السلاح النووي إلا أنهم ينظرون اليها من منظار أنها "الأسلحة الخطأ في المكان المناسب" وهي حالةٌ أفضل من كابوس "الأسلحة الخطأ في الأيادي الخطأ" في حال وقعت في يد العرب أو الأفارقة.

 

العالمية الثنائية للحضارة الغربية: الاستعلاء الإثني في فكرة التقدم وفي العلوم الإجتماعية الغربية:

 

أما في مقالهِ الرابع، فتجد المزروعي يطرحُ رؤيةً نقديةً للفكر الغائي الغربي واليهودي-المسيحي ويرصدُ التأثير المتبادل بين الإستعلاء الإثني الغربي والعالمية الثنائية للحضارة الغربية في موضوعي التقدم  والتنمية، حيث أن الثقافة الغربية العالمويّة كانت من أسباب استعلائها الإثني، وفي حين تحدث اليهود عن إلهٍ جعلهم شعباً مختاراً، تحدث الغرب عن عالمية العلم، وصيروا الرجل الغربي الأبيض السلالةَ المختارة، ولئن ارتكز استعلاءُ اليهود على معتقدٍ ديني فقد ارتكز الاستعلاء الغربي على العرق. ويرتكز هذا الاستعلاء منبعٍ علمي وهو الميراث الإغريقي- الروماني ومنبعٍ أخلاقي وهو الميراث اليهودي-المسيحي، لتُدَشَنَ على إثرها "مرحلةٌ جديدةٌ من الإمبراطورية المسيحية المكرسة لخدمة الإمبريالية" ص 85 وقد مرت هذه المزاوجة بأربعة مراحل افتتحَ بطرس الرسول مرحلتها الأولى بنقل مفهوم الشعب المختار للمسيحين وقوّاها الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول في المرحلة الثانية باعتناقه المسيحية، ورسخها الاستيطان الأوربي في المرحلة الثالثة في الأمريكيتين، وكانت عولمتها في المرحلة الرابعة على يد الإمبريالية الأوربية الحديثة في إفريقيا وآسيا.  

 

وقد انعكست هذه الثنائية العالمية الناتجةُ من هذا التزواج على الدراسات الأكاديمية، فقد انعكست دراسات داروين في كتابهِ "أصلُ الأنواع" على "دراسة الأحياء ودراسة العلوم الإجتماعية" ص 88 باستحداث "نظرية الانتخاب الطبيعي" والتي عملت على تفسير تفاوت القدرات البشرية كنتيجةٍ للتفاوتات البيولوجية بين الأعراق، وهنا أخذت فكرةُ التقدم تتبلور فالتقسيمات التراتبية لم تكتفي بالتصنيف في إطار الحيوانات فقط، بل إمتدت لتشمل حتى البشر، "وما ساعدت الداروينية في صقلهِ الى شكلٍ نظري محدد كان عنصر الحركة في هذه العملية، أي الفكرة القائلة بامكانية تحرك الناس المتخلفين إلى طورٍ أعلى وتحرك المتقدمين أعلى فأعلى" ص 89 لتفضي الى سيادة العرق الأبيض وزعامته في "سيرورة التغيير التاريخي" ويمكن تتبع هذا الطرح في كتابات البروفيسور ريجيوس وجون ستورت مل وإدوارد سهلس وهيغل ورونلد بينوك وغيرهم.

 

وقد تطورت هذه النظرة لاحقاً الى رؤية "التأخر البشري" من زاوية ثقافية بدلاً من أن يكون ناشئاً من أسبابٍ بيولوجية. ولكن هذه النظرةُ للأسف بقيت مُستعليةً إثنياً فتجد مثلاً أن ويليم كريج يرى "إفتقار الأفارقة لأي نوعٍ من إمكانات الأصالة أو الإبداع الفكري بيد أنهم يتحلون ... بنبوغٍ هائلٍ في التقليد" ص97 وقد شرعنت هذه الرؤية ممارساتٍ إستعمارية كمحاولة فَرْسَنَةِ الأفارقة. كما انعكس مفهومُ العالميةِ أيضاً في النظر الى التنبوء والذي تأرجح بين كونهِ تصديقاً للحاضر استناداً للماضي وبين توقع المستقبل استناداً للحاضر. ويمكن القول أن "الثابت في هذه النظريات كان النزعةُ الغائية" ص 112.       

   

 

ليست هناك تعليقات: